اللقاء التشاوري الإيزيدي السوري في إسبانيا

تتعرض منطقة الشرق الاوسط والعالم برمته منذ احداث سيبتمبر 2001 الى تغيرات وتطورات متسارعة التي كانت لها تاثيرات خطيرة على مستقبل كافة شعوب المنطقة، بل قد تعيد اعادة النظر في خرائط المنطقة برمتها.
ثورات الربيع العربي كانت من اهم افرازات هذه التطورات ، والتي كانت بالمقابل بمثابة تحول ديمقراطي في العديد من المفاهيم التي كانت سائدة في العالم برمته وساهمت في بلورة ثقافة جديدة واصبحت متنفس وفرصة تاريخية لكافة المكونات الموجودة في الشرق الاوسط بالتعبير عن نفسها وارداتها.
وكانت ثورة الحرية والكرامة السورية الذي انطلقت شرارتها الاولى في 15.اذار 2011 احد افرازات هذه المرحلة التاريخية حيث وضعتنا نحن ايزيديي سوريا كمكون سوري اصيل امام مسؤلياتنا التاريخية للقيام بكل ما من شانه خدمة الثورة ومشاركة كافة اطياف ومكونات الشعب السوري للتخلص من دكتاتورية بقت قابعة على صدورنا لعقود للوصول الى سوريا ديمقراطية تعددية علمانية مدنية تشاركية لكل السوريين.
تعرض الايزيديون في سوريا كغيرهم من المكونات السورية الى شتى اشكال الظلم والاضطهاد في ظل الحكومات المتعاقبة على الحكم في سورية، كما كان لهم حصة الاسد في المعانات والتهجير القسري والقتل والارهاب في ظل الثورة.
الى جانب ذلك تعرض ايزيديي سوريا الى التهميش من قبل المعارضة السورية العربية منها والكردية ايضا. لكن ايمانا منا بعدالة الثورة السورية وبالقيم الديمقراطية والشراكة الوطنية الحقيقية وبانه لا يمكن حل اي قضية او الحصول على اية حقوق لاي مكون سوري دون شركائه الاخرين في الوطن لذلك ثابرنا في نضالنا من اجل ايصال صوت ايزيديي سوريا ومعاناتهم الى كافة ابناء الشعب السوري والى كافة المحافل الدولية وقوى الثورة والمعارضة السورية .
ومن ثمرة نضالنا كان هذا اللقاء التشاوري الايزيدي السوري الذي تبنته تحالف قرطبة السياسي وتستضيفها العاصمة الاسبانية مدريد في 25.26.27.07.2014 على مدى ثلاثة ايام متتالية برعاية الاتحاد الاوربي و وزارة الخارجية الاسبانية وبحضور سمو الامير تحسين بك امير الايزيدية في العالم.
ان هذا اللقاء التشاوري في هذا الوقت بالذات له مدلولاته الايجابية وانها لعلامة فارقة في تاريخ الأيزيديين في سوريا كون عقده برعاية دولية متمثلة بوزارة الخارجية الاسبانية والاتحاد الاوربي كما تترقب الانظار حضورقوي من المثقفين والسياسيين والكتاب ورجال الدين الأيزيديين من مختلف دول العالم ويستضيف المؤتمر ممثلين عن الحركة الكردية في سوريا، وشخصيات ثقافية وسياسية واجتماعية ودينية من العراق .
ولا يخفي على ان الأيزيدييون من المكونات الاصيلة في سوريا ولهم تاريخ طويل مع بقية المجتمعات المتواجدة لذا كان من الضروري عقد لقاء تشاوري بغية الخروج بوثيقة ايزيدية تتضمن رؤيتهم ومطاليبهم في سوريا المستقبل .
بلا شك هذا اللقاء التشاوري له اهمية خاص ولأول مرة في تاريخ أيزيديي سوريا يتم الاعتراف بوجودهم كمكون داخل دولة سوريا لذا كنا نتمنى حضور جميع الاطراف الاخرى من الأيزيديين السوريين في هذا اللقاء التشاوري وليس الوقوف بالضد منه او محاولة افشاله او الهجوم عليه .

اللجنة التحضيرية للقاء التشاوري الايزيدي السوري