البرنامج

برنامج مجلس ايزيديي سوريا

لماذا هذا المؤتمر؟

إن الأحداث الأخيرة التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والتي كان الربيع العربي احد أهم افرازاتها، إضافة إلى التحولات الديمقراطية التي غيرت الكثير من المفاهيم وموازين القوى، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في العالم اجمع، كلّ هذه التغيّرات التي رافقتها قيام ثورة الكرامة السورية، في 15 آذارمن العام الماضي وضعتنا كمكوّن إيزيدي كردي أصيل وجزء لا يتجزأ من الشعب السوري، أمام مسؤولياتنا التاريخية، للقيام بكلّ ما من شأنه خدمة هذه الثورة ومشاركة كافة أطياف ومكونات الشعب السوري، للتخلص من الديكتاتورية وبناء سوريا جديدة؛ سوريا ديمقراطية تعددية علمانية مدنية تشاركية لكل السوريين.

من هنا، كان لا بدّ لمجلسنا “مجلس إيزيديي سوريا” من أن يقول كلمته، ويحدد موقفه ورؤاه من هذه الأحداث، وذلك عبر مؤتمرٍ يجمع إيزيديي سوريا في الخارج.

لمحة تاريخية:

الأيزيديون مجموعة بشرية تدين بالله الواحد ، وسُمِّيوا بالأيزيديين نسبة الى ديانتهم “إيزي/ إيزيد/ إيزد/ أزدا/ يزدان”، وكلها مفردات هندوإيرانية تفيد معنى “الله” أو “الروح العالية”، أو “الروح الصالحة”، أو “الروح الطاهرة الجديرة بالعبادة. وتقوم هذه الديانة على مبادئ التسامح والخيرواحترام الآخر ونبذ العنف والإكراه.

اما الوجود الايزيدي في سوريا فهو وجود تاريخي يعود الى مرحلة ماقبل وجود الدولة السورية بشكلها الحالي، وليس كما يدعي البعض بان الوجود الايزيدي في سوريا يعود الى حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بمعنى أن الإيزيديين هم جزء لا يتجزأ من الموزاييك السوري الموجود على أرضه التاريخية، بإعتباره مكونا ً أصيلاً من الشعب الكردي في سوريا.

يتوزع الايزيديون في سورية في محافظتين اساسيتين هما محافظة حلب ومحافظة الحسكة .

ففي محافظ الحسكة ينتشرون في منطقة واسعة تمتد على طول الحدود السورية التركية من بلدة تربسبي شرقاً حتى سريكانيه غرباً، ثم نزولاً حتى مدينة الحسكة جنوباً. يبلغ عدد قرى الأيزيدية في محافظة الحسكة حوالي 50 قرية . أما في محافظة حلب فيتركز الأيزيديون في منطقة عفرين في قرى عديدة تزيد على الـ 60 قرية . يُقدر عدد الإيزيديين إجمالاً بحسب إحصائيات غير رسمية بحوالي 150 ألف نسمة

معاناة الايزيديين في سوريا:

لقد عانى الأيزيديون من السياسات العنصرية التي مارستها الحكومات المتعاقبة على الحكم في سوريا خاصة مرحلة حكم البعث على عموم الشعب السوري والشعب الكردي خاصة . فقد أُخليت قرى بأكملها وهُجر سكانها من ديار آبائهم وأجدادهم وتم توطين العرب(المغمورين)الذين غمرت أراضيهم جراء بناء سد الفرات في محافظتي حلب والرقة، ضمن إطار عملية تعريب فاضحة تتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان.

كما عانى ويعاني الإيزيديون من سياسات التجهيل والتفقير ، التي تنتهجها سلطة البعث عن سابق إصرار وتصميم ، فقد إمتنعت السلطة عن بناء المدارس والمركز الصحية في مناطق سكنى الايزيديين وتخديمها بالمرافق الأساسية . الأمر الذي دفع الكثير من أبناء الإيزيدية الى البحث عن لقمة العيش خارج حدود مناطقهم ، مما أدى إلى تمزيق وتشريد الكثير من الأسر والعوائل بين دول مختلفة في تراجيدية إنسانية تتكرر فصولها يومياً.

هذا والجدير بالإشارة، هو أنّ الديانة الأيزيدية في سورية لا تزال ديانة غير معترف بها ، لدى الدوائر والسلطات الرسمية السورية.

هوية المجلس:

مجلس إيزيديي سوريا، هو مجلس سياسي، بالدرجة الأساس، يسعى للدفاع عن حقوق الإيزيديين السوريين الثقافية والإجتماعية والسياسية، وفقاً لشرعة حقوق الإنسان، والشرعة الدولية ذات الصلة، في إطار الدولة السورية.

يؤمن المجلس بالدولة المدنية الحديثة، القائمة على العلمانية أي فصل الدين عن الدولة، وعلى أساس مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، بين كافة المكونات القومية والإثنية والدينية واللغوية، ويدعو إلى المساواة التامّة بين الجنسين، دون تمييز.

كما ينبذ المجلس كافة أشكال العنصرية والعنف والإرهاب، أياً كانت مصادره، ودوافعه. ويتخذ من مبادئ السلم والأمن الأهليين أساساً للتعايش بين جميع أبناء مكونات المجتمع السوري المتعدد القوميات والأديان والطوائف والإتجاهات الفكرية.

مبادئ المجلس:

1. يسعى المجلس إلى الحفاظ على الهوية الإيزيدية، ذات خصوصية. وذلك من خلال القيام بكلّ ما من شأنه، حماية الوجود الإيزيدي، ثقافة ً واجتماعاً، ديناً ودنيا.

2. يؤكد المجلس على الخصوصية الدينية للايزيديين، ضمن إطار الهوية القومية الكردية.

3. كما يؤكد المجلس على اهمية دور الجيل الناشئ في البناء والتشكيل الحضاري وعلى ضرورة الاهتمام بالشباب وغرس القيم الانسانية فيهم.

4. يعتبر مجلس إيزيديي سوريا المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، والذي يتخذ من باعذرة(كردستان العراق) عاصمة الإمارة مقرّاً أساسياً له، المرجع الديني الوحيد له. لذا سيسعى المجلس إلى إقامة أحسن العلاقات وعلى أرفع المستويات مع هذا المرجع الديني.

5. نظراً لتشتت الإيزيديين السوريين وهجرتهم إلى دول أوروبية لا سيما ألمانيا، سيعمل المجلس على أن يكون جسراً بين إيزيديي الداخل والخارج، عبر القيام بمختلف الفعاليات والنشاطات الثقافية والإجتماعية والسياسية، لردم الهوة بين إيزيديي الداخل والخارج، وذلك ضمن إطار قوانين الدول التي يقيم فيها الإيزيديون، واحترامها كلّ الإحترام.

6. يتخذ المجلس من مبادىء الديانة الإيزيدية، التي تقوم على مبدأ التسامح والتعايش السلمي والإخاء بين جميع البشر نبذ كلّ أشكال العنف، أساساً لتحقيق أهدافه.

7. يؤكد المجلس على استخدام “النضال السلمي الحضاري” المشروع والمنصوص عليه في الصكوك والمعاهدات والأتفاقات الدولية ، سيما تلك التي أقرت من قبل الأمم المتحدة.

اهداف المجلس:

1- السعي الى الاعتراف بالديانة الإيزيدية في الدستور السوري الجديد بعد تعديله، والالتزام بالتطبيق العملي لما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات أسوة بالأديان الأخرى

2- تمثيل الإيزيديين في كافة المؤسسات الحكومية على أساس نظام الكوتا.

3- الدستور الجديد لسورية المستقبل يجب أن ينص صراحة على فصل الدين عن الدولة وإرساء أركان دولة العدل والقانون وأسس التسامح بين جميع مكونات المجتمع. والنص صراحة على واجب الدولة بكل أجهزتها على حماية لحرية الفكرية والدينية واحترام الشعائر والطقوس الدينية وتمكين كافة الأديان من ممارسة طقوسها في أجواء من السلامة والطمأنينة. وكذلك النص صراحة على حق كل أقلية دينية في سن قوانين خاصة بالأحوال الشخصية وشؤون الاسرة، وفصل الإيزيديين عن محاكم الأحوال الشخصية الإسلامية.

4- نشر ثقافة التسامح الديني بين أبناء الوطن الواحد بتخصيص دروس في المناهج الدراسية لمرحلة التعليم الأساسي ، بغية تعريف أبناء الوطن الواحد بعضهم ببعض، وتفعيل دور المجتمع المدني والمنظمات الاجتماعية بتقديم الدعم اللازم لها لقيامها بالدور المناط بها من خلال إرساء ثقافة تقبل الآخر

5- إعادة الجنسية لجميع الذين حرموا منها وتعويضهم تعويضاً عادلاً عن سنوات الحرمان الطويلة ، وحل وضع المكتومين والمهاجرين بإعادة الجنسية السورية إليهم

6- إعادة المهجرين إلى قراهم التي هُجروا منها وتمكينهم من السكن في بيوتهم واستثمار أراضيهم وممتلكاتهم التي حرموا منها.

7- تمكين الإيزيديين من إنشاء محكمة خاصة بالاحوال الشخصية وما يتفرع عن ذلك تنظر في الدعاوي ذات الطابع الأسري لتنظيم معاملات الزواج والطلاق والميراث وفق أصول وقواعد الديانة الإيزيدية

8- العمل الحثيث على محو كل مسببات التعريب في المناطق الكردية عموماً والقرى الإيزيدية منها خصوصاً ، وإعادة التسميات الكردية السابقة إلى جميع القرى والمناطق التي تم تعريبها. وإعادة الأراضي المستولى عليها إلى أصحابها الشرعيين.

9- اعتبار الأعياد الدينية الإيزيدية عطل رسمية للإيزيديين

10- اعتبار المزارات الدينية الإيزيدية والمقامات أماكن دينية تحظى برعاية واهتمام من الدولة.

11- العمل على فتح قنوات الاتصال مع المؤسسات والهيئات الالمانية والاوربية الحكومية الرسمية والمدنية والدينية.

12- ايلاء الاسرة الايزيدية اهمية خاصة والعمل على تحرر المرأة الايزيدية وتفعيل دورها في بناء الاسرة والمجتمع.

تعتبر هذه المبادئ بمثابة هوية للمجلس، و خارطة لأهدافه ومطاليبه التي سيعمل جاهداً لأجل تحقيقها، بما فيها خيرٌ للإيزيديين والتعايش الديني في العالم.

مجلس ايزيديي سوريا

المانيا / بيلفيلد