شفق نيوز/ كشف المتحدث باسم مجلس إيزيديي سوريا سرحان عيسى، الخميس، عن قيام مجاميع متشددة بمحاصرة عدد من القرى التي يقطنها الكورد الإيزيديون بمنطقة عفرين، داعيا لاطلاق حملة دولية لحماية ابناء جلدته.
وقال عيسى في حديث لـ “شفق نيوز” ان “الجماعات المتشددة تواصل هجماتها على قرى الكورد الإيزيديين لاستباحتها وقتل وتهجير سكانها المسالمين”.
ورأى عيسى ان هذه الهجمات “ممنهجة ومدروسة ومخطط لها”، مؤكدا انها تستهدف الإيزيديين “لانهم في مفهوم هؤلاء المرتزقة وقطاع الطرق ليسوا سوى كفار يجب ابادتهم او اعادتهم الى جادة الحق”.
واشار الى انه “سبق ان حذرنا مرارا وتكرارا من مغبة عدم التصدي لهذه المجاميع المنفلتة من اي عقال، ودعونا القوى الوطنية السورية كافة لتقوم بمسؤولياتها في التصدي لهذه العصابات والعمل على حماية اهالينا المسالمين وتحديدا ابناء الاقليات الدينية عموماً، والإيزيدية خصوصا”.
واشار الى ان “هذه الهجمة الطائفية وهذه التصرفات الدخيلة على المجتمع السوري ستضرب كل عرى الجيرة والاخوة واسس التعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوري”.
وبحسب عيسى، فان القرى الايزيدية في منطقة عفرين، والتي هي باسوفان، قسطل جندو، علي قينو، عشقيبار، شيراوا، وغيرها تتعرض لحصار جائر ولقصف بمدافع الهاون منذ عدة ايام، مبينا ان عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الابرياء راحوا ضحية هذه الهجمات.
ونوه الى انقطاع كافة سبل العيش الاساسية، حيث اضطر المئات من اهالي هذه القرى الى ترك منازلهم والنزوح الى مناطق اكثر امنا.
وذكر عيسى بأن ما تتعرض له القرى الإيزيدية في رأس العين (سري كانية) “لا يقل بؤساً عن حال اهلنا في عفرين حيث اقدمت هذه العصابات على استباحة قرية الأسدية وتهجير اهلها وقتل وجرح وخطف العديد منهم”.
وعد عيسى ما تتعرض له القرى الايزيدية “وصمة عار في جبين القوى الوطنية كافة ما لم تتحرك بسرعة للدفاع عن هذه القرى الوادعة الآمنة”.
ودعا عيسى الى التدخل السريع من القوى الوطنية السياسية كافة للافراج عن المختطفين، والعمل على اعادة المهجرين الى قراهم ومنازلهم.
كما دعا الى ضمان أمن وحماية هذه القرى واهلها وذلك من خلال تسليح ابناء هذه القرى دون غيرهم لانهم “الأحرص والأجدر بحماية قراهم واهلهم”، فضلا عن عد “استباحة القرى الايزيدية في عفرين ورأس العين عملا جباناً والعمل على ازالة كافة اثاره بالتعويض العادل والسريع”.
واعلن عيسى عن اطلاق حملة دولية لحماية الايزيديين الذين يتعرضون الى “جريمة ابادة جماعية”، متعهدا بايصال هذه المعاناة الى المنابر الدولية السياسية والحقوقية كافة.
وكما وعد بالقيام بتنظيم مظاهرة احتجاج وتنديد في مدينة هانوفر الالمانية في القريب العاجل، مشيرا الى ان الحكومة الالمانية ستكون “محطتنا الاولى من خلال تسلمهم ملف هذه الجريمة النكراء”.
والايزيديون هم اتباع ديانة كوردية قديمة تتلى جميع تعاليمها باللغة الكوردية ويقدر عدد الإيزيديين في العالم حسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بحوالي 800 ألف ايزيدي، يعيش حوالي 550 ألف منهم في العراق.
ويقول الإيزيديون انهم اشتقوا اسمهم من اسم كوردي أصلي يعني أتباع الله، والله يسمى باللغة الكوردية “يزدان”.
يعيش 75% من الايزيديين في العراق في المنطقة الجبلية القريبة من الحدود السورية وعشرة بالمائة منهم يعيشون في مدن مثل دهوك والسليمانية واربيل و15% الباقية في منطقة شيخان.
وتوجد أقلية ايزيدية في سورية يقدر عددها بحوالي 30 الف تعيش في عدد من قرى محافظة الحسكة وفي منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب.
أما في تركيا فلم يبق منهم أكثر من 500 ايزيدي يعيشون في مدن مثل ديار بكر وشرناخ وباتمان بينما كان عددهم أكثر من 25 ألف في بداية الثمانينيات من القرن الماضي هاجر اغلبهم إلى أوروبا بسبب تدمير عدد كبير من قراهم أثناء العمليات العسكرية للجيش التركي ضد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني.
وتوجد أقليات ايزيدية في كل من جمهورية جورجيا وارمينيا هاجرت من مناطقها في تركيا اثناء الحكم العثماني بسبب الاضطهاد الديني الذي كانت تلاقيه.
كما توجد أقلية إيزيدية في إيران أيضا لكن لا تتوفر معلومات عنها.
وفي جميع مناطق الانتشار الإيزيدي في الشرق الاوسط يشكلون جزءا من النسيج السكاني الكوردي