تشكل مجلس إيزيديي سوريا في ألمانيا بغية تأطير الطاقات والإمكانات الإيزيدية وتسخيرها في خدمة القضية الإيزيدية في العالم أجمع وفي سورية على وجه التحديد. فغني عن البيان ما حاق بالإيزيديين منذ عصورٍ خلت من ويلات ومصائب، كان وراء جلها “ذو القربى” والسبب كان دائماً، أن الإيزيديون خارجون عن الصراط المستقيم وتجب إعادتهم إلى جادة الحق. سالت دماء الإيزيديين أنهاراً ومازالت القصص والروايات الشعبية الإيزيدية تؤرخ لتلك الحقبة المظلمة الكئيبة. لست هنا في وارد البحث في الفرمانات التي كادت أن تمحي الإيزيديين عن بكرة ابيهم، بل اريد فقط أن أستحضر ذلك الماضي المؤلم، من أجل أن تستقيم الأمور وأن تأخذ مجراها الطبيعي الإعتيادي وأستخلاص الدروس والعبر. نشأ مجلس إيزيديي سوريا، واستمد شرعيته من شريحة واسعة من ابناء الأيزيدية في ألمانيا، وحصل على التفويض بنقل المسألة الإيزيدية إلى المنابر وإطلاع الرأي العام عليها. والمجلس على بينة أن أمامه طريق طويل ليضم كافة الإيزيديين تحت لواءه، ليقدم الصورة المشرقة والجانب الإنساني النبيل فيه. وبناءً على ذلك أتخذ المجلس قراره بالإنضمام الى المجلس الوطني الكردي في أوربا، إيماناً ويقيناً، أن التلاحم ووحدة الصف الكردي هما ضمانة حقيقية وحتمية تاريخية ، يفرضها العقل والمنطق والسياق التاريخي . وعلى هذا الاساس تداعى مجلس إيزيديي سورية إلى المشاركة بفعالية عالية في الانتخابات المحلية لولايات نيدرساكسن وبريمن وهامبورغ التي جرت في مدينة هانوفر الألمانية 20/5/2012. حيث كان الحضور الإيزيدي الشعبي لافتاً. وقد أتخذ مجلس إيزيديي سوريا قراراً حكيماً بأن يقدم مرشحيّه ضمن لائحة المستقليين، ليتعرف الناخب على الشخصية الإيزدية المرشحة، ولئن يُضع الناخب أمام مسؤولية أخلاقية في المقام الأول، إن كان هذا الناخب يتقبل المرشح الإيزيدي الممثل للصوت الإيزيدي فقط دون محسوبيات وولائات مسبقة. والنتيجة كانت حصول المرشحان الإيزيديان على عدد من الأصوات قاربت نصف العدد المخول بالتصويت، وبالتالي لم يتمكنا من الفوز إن صح التعبير. والسؤال: هل مازال المورث الديني يقف عائقاً في وجه التلاحم والتعاضد الكردي. فقد كنت أراهن على أن يتمكن المرشحان الإيزيديان من حصد الأصوات التامة، هنا أركز على كلمة التامة، لأنني ولفترة ايقنت حد الإيمان، أن ذلك الحاجز النفسي الذي يفصل الكردي المسلم عن الكرد الإيزيدي قد إنهار تماماً وتأسست قيم ومعايير إنسانية رفيعة. وقد كان بمقدور المرشح الإيزيدي أن يدخل الانتخابات عن لائحة الاحزاب، وكان سيضمن بالتالي مقعداً أو مقعديين في اللجنة الإقليمية. وفي هذا المقام اقول لأخويَ المرشحيين، أنكما لم تخسرا، لأن قضيتنا عادلة بأمتياز. ولو جرت العملية الإنتخابية في توقيتها المحدد وليس بعد أربع ساعات لكان فوزكما ساحقاً، وقد رأيتم بأم أعينكم كيف هب أخوتكم وفي زمن قياسي لمؤازرتكم، ولكن أن تُسطال الأمور كل هذا الوقت. فالنفس لا تطيق إلا وسعها، وقد خير كاتب هذه السطور كافة الأخوة بين المغادرة أوالبقاء. وحيث أن أغلب الإيزيديين أناس بسطاء وتشغلهم أسرهم وتصريف أعمالهم اليومية وواجباتهم الإجتماعية، بقي من بقي وغادر من غادر. كما أتقدم بالتقدير إلى كافة الأخوة الكرد المسلمين الذي يشرفهم الوجود الإيزيدي. ونادوا بأعلى أصواتهم أن الإيزيدي يمثله، وهم رهاننا على التلاحم وحدة الصف والمصير. كما أدعوا كل أولئك الذين لهم رأيٌ آخر في المسألة الإيزيدية بمراجعة الذات، مراجعة عميقة. لأنه حتى لو حصل المرشح الإيزيدي على الاصوات الكاملة ناقصاً واحداً، لأعتبرته خاسراً، لأنه سيكون حينها ثمة من لا يؤمن بعدالة المسألة الإيزيدية. وهذا ما يجب العمل على تجاوزه من خلال ترسيخ الروح الكردياتية الأصيلة البعيدة عن كل ما هو متزمت ورجعي. المجلس المُنتخب خسر كفاءات،هوأحوج ما يكون إليها في هذه المرحلة. فليس مدحاً أقول، أن كاتب هذا السطور كان قد آل على نفسه أن يضع كافة إمكاناته القانونية واللغوية والسياسية في خدمة هذا المجلس، فهو خريج جامعة سورية و ماجستير في القانون الدولي الخاص في جامعة ألمانيا وإضافة إلى العمل المهني فهو عضو في هيئة الإندماج في مدينته. ولم يكن سيبخل باي جهد في خدمة المجلس الموقر، سيما وأن لائحته الداخلية تسمح باستشارة غير الأعضاء. لكن وأن يسقط المجلس الوطني الكردي في أوربا في أول إختبارٍ حقيقي له فيما يخص الإيزيديين، يجعله في حلٍ من ذلك.