قبل أكثر من ثلاثة عقود أو ربما أكثر أو اقل كان عدد الإيزديين في تركيا أكثر من إيزديى سوريا وربما بعدة أضعاف حسب قول بعض من إيزديى تركيا، أما الآن فعددهم قد لا يتجاوز البضعة آلاف على أكثر تقدير،والسبب الرئيسي كما يقول إيزديى تركيا أنفسهم يرجع إلى الصراع الدامي بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي منذ قرابة الثلاثة عقود والذي أدى إلى هجرة معظم أيزديى تركيا تقريبا إلى أوربا.
ويبدو من مجريات الأحداث في سوريا إن نفس السيناريو يعاد مرة أخرى مع فارق بسيط هو أن الصراع هذه المرة هو بين حزب العمال الكوردستاني وجبهة النصرة بدلا من الجيش التركي. ولكن تأثير ونتيجة هذا الصراع على الإيزديين في سوريا يبدو انه لن يختلف كثيرا عن ما جرا في تركيا، وباعتقادي لن تمر فترة طويلة حتى نسمع انه لم يبقى في سوريا إلا بضعة مئات من الأيزديين جلهم من العجائز كما هو حالهم في تركيا الآن.
والغريب انه بالرغم من كل الصرخات المدوية والمبكية لإيزيديى سوريا المهددين بالانقراض، هناك صمت مريب من إيزيديى العراق، إذا ما استثنينا بعض الكتابات القليلة جدا على عدد من المواقع الالكترونية وبعض المنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، وكان الأمر لا يهمهم وكأنهم ليسوا إيزيديين، مع أنهم أي إيزديى سوريا هم جزء من إيزيديى العالم الذين دائما ما نسمع أن المجلس الروحاني الإيزدي العراقي ورئيس المجلس الروحاني الإيزيدي العراقي يمثلهم ويتكلم باسمهم في كافة المحافل المحلية والدولية.
قد يقول قائل وماذا باستطاعة إيزيديى العراق أن يفعلوا لإيزيديي سوريا، فحتى حكومة إقليم كوردستان وبكل ثقلها لم تستطع فعل شيء للكورد السوريين المسلمين منهم والإيزيديين على حد سواء غير استقبال عشرات الآلاف منهم وإيوائهم في الإقليم. وأقول هل معنى ذلك أن نلوذ بالصمت؟!!! بالطبع لا، فمازال هناك متسع من الوقت إن أردنا أن نخرج عن صمتنا….
وهنا أوجه نداءا إلى المجلس الروحاني الأيزيدي وخاصة سماحة المير تحسين باعتباره أمير الأيزيديين في العراق والعالم، ومركز لالش الثقافي والاجتماعي ورئيسها السيد شيخ شامو وكافة المراكز والجمعيات والمنظمات والكتاب والمثقفين والإعلاميين والتجار والشخصيات البارزة في المجتمع الأيزيدي وكل من لديه الإمكانية من أيزيديي العراق بالتحرك سريعا وكل حسب قدراته وإمكاناته لمساندة أخوتهم الأيزيديين في سوريا، والعمل بقدر المستطاع على دعمهم معنويا وماديا والاتصال بالأحزاب والمنضمات والجهات المحلية
والإقليمية والعالمية التي لها علاقة بهذا الشأن وإطلاعهم على المخاطر الرهيبة التي تهدد أهلنا في سوريا …والله المعين.
خيري إبراهيم كورو
xerikoro@yahoo.com