تتوالى الاخبار المقلقة والحزينة عن الإيزيديين السوريين بعدما وصل لهيب الازمة السورية والاحتراب الداخلي فيها لمناطق سكناهم.
والمقلق في الامر ان الجماعات الارهابية المتوحشة من ما يسمى جبهة النصرة وفروعها الدموية الخارجة من غياهب التاريخ تحاصر القرى الايزيدية البائسة واهلها الوادعون البسطاء والمسالمون، ليس لاي سبب، بل لانهم إيزيديون فحسب.. وكل ما يقال خلاف ذلك فهو ذر للرماد في العيون.
القصص القليلة والاخبار الشحيحة التي تصلنا تشير الى ان هناك من يعتزم ان “يجتث” الإيزيديون من اراضي اباءهم واجدادهم في كوردستان سوريا، وناهيك عن قتل او اعدام العشرات منهم على ايدي مغول العصر، فان هناك من يقول ان بضعة عشرات منهم يقبعون كرهائن بايدي العناصر الارهابية بضمن اكثر من 200 مواطن كوردي سوري تم خطفهم خلال الاسابيع المنصرمة.
البكاء على الاطلال، كعادة ايزيدية ادمناها، لا يجدي نفعا هنا، بل لابد من تحرك حقيقي وفعلي من قبل الرموز والشخصيات والمراكز الثقافية الإيزيدية في داخل الوطن وخارجه لتسليط الضوء على معاناة اهلنا في سوريا.
وينبغي البدء بجمع التبرعات المالية والغذائية والاغاثية لارسالها لمن تبقى منهم في قراهم كي نساعدهم على التشبث باراضيهم التاريخية، مع توفير مساعدات لمن دخل اقليم كوردستان منهم.
وينبغي ان نساهم جميعا، كناشطين واعلاميين ايزيديين وبمؤازرة من جميع الاخوة والاصدقاء من المهتمين بشؤون وحقوق الاقليات الدينية، في ايصال معاناة ابنائنا واخواننا الإيزيديين في سوريا وما يتعرضون له من حملة ابادة جماعية الى المنابر والمنظمات الدولية والاممية، والاهم ان نسعى لتوثيق ما يحدث عبر كل الوسائل لتكون دليل على ما نتعرض له، ولكي يتم محاسبة من ساهم في هذه الجرائم ولو بعد حين.
ولابد من ان نشير هنا الى النشاط المحموم والرائع للاخوة في مجلس ايزيديي سوريا الذي ساهم وبشكل فعال في لفت الانتباه الى هذه المسالة، ونشد بقوة على ايادي القائمين عليه، وخاصة في موضوع تنظيم احتجاجات في المانيا للفت الانظار لاوضاع الايزيديين في الداخل السوري، وندعو جميع الاطراف الإيزيدية في اقليم كوردستان وفي المهجر الى مساندة الاخوة في مجلس إيزيديي سوريا في فعالياتهم القادمة كي يعلو صوت المظلوم على هدير الظلم والارهاب.